كنتُ متخفياً بين القصب، أراقب بحذر مجموعة من الطيور المائية، بينها طيور أبو المغازل، وهي تتحرك بهدوء على سطح الماء الهادئ. كانت حركاتها وئيدة، وصوت الماء يتهادى مع حفيف أجنحتها الخفيف، مشكّلةً لوحة طبيعية ساكنة. فجأة، ودون سابق إنذار، انقطعت السكينة. تحولت اللحظة إلى انفجار من الحركة العارمة. انطلقت الطيور كسهام حية تخترق الهواء، مرتفعةً بأجسادها البيضاء والسوداء في انسجام مذهل. كانت لحظة سحرية من الدهشة والإعجاب، كشفت فيها الطبيعة عن قوتها الكامنة في تحويل السكون إلى مشهد حي لا يُنسى.